الأحد، 1 يناير 2012

خواطر عصفور مذعورأثناء القصف في فلسطين..

لطالما كنت أطير بفرح بين بيوت فلسطين العريقة.
و أغرد على شرفات بيوتها العتيقة..
و ألتقط قطعاً من خبز تشاركني فيها طفلة رقيقة..
و لم أعان يوماً من الخوف لأن أهل فلسطين بطبعهم للأمن مانحون..
و لكني صحوت ذات فجر مشؤوم..
على دوي مرعب..
قطع أشجاراً لطالما تنقلت بين أغصانها..
و هدم بيوتا لطالما غردت عل شرفاتها..
و قتل أطفالاً لطالما حلقت فوق أحلامها..
فما الذنب الذي اقترفته هذه الأشجار؟!!
و هذه الشرفات؟!!
و هؤلاء الأطفال؟!!
لطالما شاركت هؤلاء الأطفال أحلامهم التي لا تربطها بالحقيقة أية صلة..
وشاركتهم نظراتهم الرقيقة من عيونهم البريئة..
وحلقت بعيييداً بعيداً..
لآخذهم إلى عالم حيث تتحقق فيه هذه الأحلام..
ولكنني لم أتخيل يوماً أن هذه الأحلام ستتلاشى..
بمجرد رصاصة تخترق عقلاً عشق التخيل والطيران البعيد..
بمجرد صرخة يملأ صداها الأرجاء..
بنظرة واحدة حقيقية أدركت أخيراً أن بهذه الدماء التي سالت من أطهر وأرق النفوس لترسم ظلاً لأحلامها على شرفات مهدمة..
قد خرجت من العالم الذي نسجتُه بمشاركة أرق روح..
لقد انتهى...
انتهى...
لكن هل سأحظى بحلم أخير؟!!
هل سيعود اليوم الذي أستطيع فيه الطيران إلى البعيد؟!!
هل سيعود هذا اليوم؟؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق